ما الذي يجعلنا نريد ممارسة الجنس ؟ هل هي فقط لأننا مثل كل المخلوقات عندنا الحاجة البدائية للتزاوج والتكاثر ؟ أو هل لأن رغبتنا الجنسية تطورت تطورا كبيرا مثلما تطورنا نحن أنفسنا؟ ما هي الشـهوة الجنسية ؟ هل هي جاذبية بدنية تلقائية ، أم أنها تقوى وتشتعل بفعل الخيال
تلك الأحلام الرائعة ، أحلام اليقظة وأحلام النوم هي التي تجعلنا نشعر بالتهيّج ؟ ما الذي يدفعنا إلى الانخراط في الإثارة الجنسية ؟ هل يجب أن يكون لنا شريك أو نكتفي بما نتخيله ؟
الجواب على كل هذه الأسئلة هو نعم !
تنشأ الشهوة الجنسية عن التطورات الفسيولوجية والاجتماعية والبدنية التي نمر بها، فهي نقطة التقاء أجسامنا مع تربيتنا وعاداتنا وغرائزنا وهي أيضا ما تعلمناه من أهلنا ومجتمعاتنا
جميع مواضيع الشـهوة هذه تشغل الأخصائيين النفسانيين وأخصائي الاجتماع طيلة الوقت ولكن ماذا عن علماء الأحياء ؟
تبدأ دوافعنا الجنسية في المراكز الخاصة من الدماغ التي تشكل القاعدة الأساسية لتكاثر الجنس البشري يختفي في ثنايا جهاز الدوافع الجنسية اللا مرئي أعضاء حسية لاستقبال الهرمونات التي تتحد مع مختلف هرمونات الأنوثة وهرمونات الذكورة وتهيّجها لا تتلقى هذه الخلايا وخلايا الدماغ الأخرى المعلومات من الهرمونات فقط ولكن تتلقاها أيضا من مواد كيماوية تسمى الموصلات العصبية التي تشكل حلقة اتصالنا مع العالم الخارجي
حاجتنا الجنسية ليست ببساطة حاجتنا إلى الحلوى " ولو أن الحلوى أحيانا لا تقل أهمية بالنسبة لمزاجنا وشعورنا بالرفاهية والسعادة" يجب أن لا ننسى أن شهيّتنا الجنسية تتأثر بتقلبات مستوى الهرمونات في جسمنا مثلما تدفعنا تلك الهرمونات إلى أن نشتهي الكاكاو ، مثلا ، قبل مجيء الدورة الشهرية وإذا لم تتقلب هذه الهرمونات أو إذا لم تكن موجودة فإن مراكز الدماغ المسئولة عن الجنس تموت وتثبط شهوتنا الجنسية